تأثير الصيام على الحمل
تأثير الصيام على الحمل
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله
تأثير الصيام على الحمل
هل الصيام آمن خلال الحمل؟
ليس هناك جواب كافٍ وحاسم، بالرغم من العديد من الأبحاث الطبية التي نظرت إلى آثار وانعكاسات الصيام. يبدو أن بعض هذه الدراسات أظهرت تأثيرات طفيفة على المواليد الجدد جرّاء صيام أمهاتهم. واعتبرت أخرى أن الأشخاص الذين صامت أمهاتهم حين حملن بهم قد يواجهون مزيداً من المشاكل الصحية في حياتهم لاحقاً. على أي حال، يصعب المقارنة ما بين الدراسات التي اتبعت أساليب وطرقاً مختلفة ومتباينة. وترتبط المسألة بشكل كبير بأوضاع المرأة قبل الحمل من الناحيتين الصحية والغذائية.
إليك ما نعرفه في هذا الشأن:
• وجدت العديد من الدراسات أن لا فرق في وزن الأطفال عند الولادة سواء كانت أمهاتهم تصوم خلال الحمل أم لا.
• كما بيّنت دراسات أخرى ارتفاعاً في حدوث ولادات منخفضة الوزن. لكنها أجريت في صفوف الأمهات اللاتي يعانين من سوء تغذية.
• ونظرت بعض الدراسات إلى مستوى ذكاء الأطفال ولم تجد فرقاً.
• في حالات أخرى، تمّ أخذ عيّنات دم من نساء حوامل أظهرت حدوث تغيير في التركيبة الحيوية أو العضوية، غير أن الأمر لم يشكل أي خطورة على الأم. كما تمّت المقارنة بين وزن المواليد ولم تسجّل أي فروقات في هذا الشأن.
ظهرت بعض المخاوف من أن ضعف نمو الجنين والولادة المبكرة يمكن أن ترتبط بالصيام. وقد اقترح بعض الخبراء أن مزيداً من الأطفال يولدون قبل الأوان خلال شهر رمضان، لكن يختلف الأمر حسب الدول. في الخلاصة، نحتاج دراسات إضافية للحسم في موضوع تأثير الصيام السلبي خلال الحمل.
يبدو أن النساء اللواتي يتمتعن بوزن مناسب وأسلوب حياة صحي عموماً يتفاعلن أفضل مع الصيام. إن طفلك بحاجة إلى المواد الغذائية التي تصله من خلالك. لو كان جسمك يختزن كمية كافية من الطاقة، فإن انعكاسات الصيام قد تقلّ. وربما يتعلق الأمر بعوامل أخرى مثل:
• مرحلة الحمل التي تمرين بها
• مدة الصيام
• ما إذا كان شهر رمضان يصادف في فترة الصيف الحار والأيام الطويلة
• حالتك الصحية العامة قبل الحمل
ماذا تفعل بقية النساء؟
تختار العديد – إن لم يكن غالبية – النساء الحوامل المسلمات الصيام خلال شهر رمضان. وتقول بعض الاستطلاعات أن 70% من النساء يخترن الصيام. بالتأكيد أن لكل شخص طريقته المختلفة في اتباع طقوس رمضان. في الإسلام، سمح لك الشرع ألا تصومي لو كنت مريضة أو لا تشعرين أنك على ما يرام أو إذا كنت تعانين من مرض السكري على سبيل المثال لا سمح الله. عليك ألا تغضي النظر عن هذا السماح الشرعي لو شعرت أن الصيام قد يؤذي صحتك أو صحة الجنين الذي في بطنك. أنت وحدك قادرة على تقدير مدى قدرتك على النهوض بهذا الواجب واتخاذ القرار المناسب. تحدثي إلى عائلتك وطبيبك ورجل دين مسلم كي تعرفي الخيارات المتاحة أمامك.
هل هناك ما يجب القيام به قبل صيام رمضان؟
خططي مسبقاً كي تجعلي الأمور أكثر يسراً خلال الشهر الفضيل:
• تحدثي مع طبيبتك القادرة على تقييم حالتك الصحية وأي مضاعفات محتملة، مثل سكري الحمل أو فقر الدم. قد ترغبين في إجراء المزيد من الفحوصات (الاختبارات) خلال الصيام لمراقبة بعض الأمور مثل مستويات السكر في الدم.
• ربما تساعدك ممرضة التوليد أو أخصائية تغذية في معرفة احتياجات نظامك الغذائي.
• احتفظي بمفكرة تسجلين فيها ما الذي تناولته من طعام وشراب.
• إذا كنت تستهلكين في العادة الكثير من المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين مثل القهوة والشاي والكولا، حاولي التخفيف منها قبل البدء بالصيام كي تتجنبي الصداع (وجع الرأس) كاحد الأعراض "الانسحابية".
• تحدثي إلى مديرك لتنظيم العمل خلال الشهر الفضيل. في بعض الدول، يتمّ التخفيف من ساعات العمل خلال هذه الفترة من السنة (رمضان).
• ابدئي التحضير مسبقاً عبر القيام بالتسوّق للشهر الفضيل.
ما هي أفضل طريقة لكسر الصيام ساعة الإفطار؟
تأكدي من حصولك على أطعمة صحية متنوعة والكثير من السوائل خلال الإفطار والسحور.
• اختاري الأطعمة التي تستهلك الطاقة ببطء، مثل البلح (التمر) والفاصوليا والعدس، للإفطار.
• ابتعدي عن السكريات التي ترفع مستويات السكر في الدم بسرعة-والتي ستنخفض بسرعة أيضاً فتجعلك تشعرين بالدوار (الدوخة) والإغماء.
• تأكدي من حصولك على كمية كافية من البروتينات عن طريق الفاصوليا والبندق أو الجوز (عين الجمل) واللحم المطبوخ جيداً والبيض. إن البروتين مطلوب كي يساعد جنينك على النمو.
• اشربي الكثير من السوائل في الليل. قد تصابين بالجفاف بسرعة كبيرة، خاصة لو صادف شهر رمضان خلال أشهر الصيف الحارة.
هل هناك علامات أو إشارات تحذيرية يجب أن أعرفها؟
اتصلي بطبيبك في حال:
• شعرت بالدوار (الدوخة) أو الإغماء أو الضعف أو التعب. ارتاحي لمدى نصف ساعة لتري ما إذا كانت حالتك ستتحسن. لو لم تلمسي أي تغيير في هذه الفترة، تحدثي مع طبيبك.
• انتباتك حالة الغثيان (اللوعة أو اللعيان) أو بدأت بالتقيؤ (الاستفراغ).
• لاحظت انقباضات مثل الألم. يمكن أن يكون ذلك مؤشر على ولادة مبكرة وعليك الاتصال بالطبيب على الفور.
• لم تكتسبي وزناً أو أنك تخسرين من وزنك.
• أصبت بالصداع (وجع الرأس) أو أي آلام أو ارتفاع في درجة الحرارة.
كيف أجعل صيامي خلال الحمل سهلاً؟
• خططي لأيامك بحيث تستطيعين الحصول على فترات منتظمة من الراحة.
• تجنبي المشي لمسافات طويلة وحمل أو رفع أغراض ثقيلة.
• حافظي على البرودة- قد تصابين بالجفاف بسرعة وهذا أمر يضرّ بك وبطفلك.
• خففي من المهمات المنزلية وقومي بالقليل الممكن منها.
• اسألي بقية النساء في عائلتك عن نصائح واقتراحات حول كيفية التعامل مع الصيام خلال الحمل.
• تناولي الطعام باعتدال وحكمة حين تكسرين صيامك عند الإفطار.
في العموم، خذي الأمور ببساطة وسهولة واقبلي أي مساعدة تعرض عليك. مع أن بقية أفراد العائلة والصديقات قد يرغبن بالسهر، عليك أنت أن تهتمي بأن يكون رمضان هذا العام أكثر هدوءاً واعملي على أن يكون وقتاً للراحة أيضاً.
ما زلت غير متأكدة ما إذا كنت سأصوم أم لا، فماذا أفعل؟
• ناقشي الأمر مع عائلتك و أهل العلم و المشايخ.
• تحدثي مع طبيبك ودعيه يجري لك فحصاً (كشفاً) عاماً قبل البدء بالصيام. على الأرجح أن الشيخ سيقترح عليك طلب المشورة الطبية قبل اتخاذ قرارك النهائي.
• فكري في محاولة تجريبية بحيث تصومين يوماً أو يومين. انظري كيف سيمرّ الصيام عليك ثم عودي إلى طبيبك لإجراء فحص (كشف) جديد .
تأثير الصيام على الحمل
مقال أخر:
مراحل الحمل :
تمر مرحلة الحمل عبر ثلاث محطات :
المرحلة الأولى : و تمتد خلال الأشهر الثلاثة الأولى, و تعرف بمرحلة الو حام , و فيها تتعرض المرأة الحامل لعوارض الغثيان و التقيؤ و الدوار و القلق و غير ذلك من عوارض ناتجة عن زيادة هرمون الحمل .
فإذا كانت هذه العوارض ظاهرة بشكل كبير لدى المرأة الحامل يستحسن أن تمتنع عن الصيام .
المرحلة الثانية : و تبدأ من الشهر الرابع حتى السادس , و يمكن ان تتعرض الحامل لعوارض مثل إرتفاع أو هبوط السكر , الضغط , فقر الدم , و في هذه الحالة يفضل ألا تصوم المرأة الحامل .
المرحلة الثالثة :و يقصد بها الثلاثة أشهر الأخيرة , و هي أيضا كالأشهر السابقة , يمكن أن تتعرض الحامل خلالها للعوارض نفسها من فقر دم و سكري و ضغط إلى الإرهاق الذي يسبه الوزن الزائد للجنين , و الأورام في الأطراف , و كل ذلك يحول دون ( يمنع ) قدرة المرأة الحامل على الصوم .
مواصفات الحامل الصائمة :
ما هي إذاً مواصفات الحامل التي تكون مهيأة للصوم ؟؟؟
من المهم أن نميز هنا بين المرأة الحامل ربة المنزل , و فهذه الأخيرة تبدو أقل عرضة للعوارض التي ذكرناها آنفا و بالتالي ليس ثمة مشكلة مع الصوم إذا رغبت فيه , أما بالنسبة إلى نموذج المرأة الأول فيمكنها الصوم إذا وجدت نفسها صحيا و نفسيا , غير أن ما جئنا على ذكره ليس قاعدة عامة , إذ أن الكثير من الأمهات العاملات هن في معظم الأحيان أكثر استعدادا للصيام من ربات المنازل .
المسألة هنا تقتصر على الوضع الصحي لكل امرأة .
هل من أشهر حمل أفضل للصوم من غيرها ؟؟
ربما تكون المرحلة الوسطى من الحمل أكثر ملائمة لصوم المرأة الحامل باعتبار أن الأشهر الثلاثة الأولى و الأخيرة من الحمل هي من أصعب الأوقات التي تمر بها الحامل , و لكن هذا لا يمنع من أن يكون ثمة حوامل لا يشعرن بأي انزعاج طوال فترة الحمل و بالتالي هن قادرات على الصوم كغيرهن .
هل يؤثر الصوم على الجنين ؟؟
بحسب دراسة أجريت على عدد من الحوامل ممن أعطين كميات قليلة من الفيتامينات , و دلت النتائج على أنه لا أثر سلبيا على الحامل و إنما على الجنين نفسه من حيث نقص الوزن فقط دون أن تكون هناك أي مضاعفات أخرى مثل التشوهات و الأمراض و غيرها.
الغذاء الأفضل :::
غذائيا , ماذا يجب على الحامل أن تعتمد خلال الصوم في مكونات غذائها كي لا تفقد الفيتامينات الضرورية لها و للجنين ؟
المرأة الحامل بحاجة إلى كميات إضافية من المكونات الغذائية و خصوصا الغذاء الذي يحتوي على الحديد و الكالسيوم إضافة إلى جرعات زائدة من المغنيزيوم و ذلك بحسب العوارض و حاجة الحامل إليها .
الإقلال من السوائل في فترة الصيام , هل يؤثر سلبا على حمل المرأة و يؤدي إلى ولادة مبكرة ؟
ننصح المرأة الحامل بتناول ما بين 1,5 إلى 2 ليثر يوميا من الماء , لذا عليها أن تحاول تعويض هذه الكمية بعد الانفطار قدر المستطاع , فالامتناع عن شرب السوائل يؤدي إلى تقلصات في ارحم و قد يؤدي بالتالي إلى ولادة مبكرة , و لهذا السبب على الحامل لدى شعورها بأي عارض مماثل التوقف فورا عن الصوم تجنبا لمضاعفات خطرة , فلا الطب و لا الشرع يسمحان بأن تتعرض حياة المرأة الحامل و الجنين لأي خطر .
هل يسمح للحامل , شأن المرأة العادية , الإكثار من الحلويات بعد الفطرة ؟
لا ينصح بتناول كميات كبيرة من الحلويات سواء للحامل أو لغيرها , و بما أن الحلويات تتطلب إثر تناولها كميات كبيرة من السوائل أو المياه , يخشى هنا ألا تتمكن من تعويض هذه الكميات بين فترتي الإفطار و السحور , ما قد يتسبب بمضاعفات خطرة .
توزيع جرعات الأدوية في رمضان ::::
كيف يمكن للحامل توزيع جرعات الأدوية خلال فترة الإفطار ؟
إذا كنا نتحدث عن الأدوية الإضافية التي تعطى للحامل كالكالسيوم , فيجب على الحامل أن تتناوله مباشرة بعد الفطور باعتبار أنها لن ترقد للنوم قبل 6 ساعات يتخللها الكثير من النشاط و الحركة .
أما الحديد فمن المستحسن أن تأخذه المرأة الحامل قبيل السحور .
أما إذا تحدثنا عن أنواع أخرى من الأدوية كدواء الضغط أو السكري و غيرهما , فهذا يعني أن الحامل تعاني من مشكلات صحية و لا يفترض بها الصوم منذ البداية .
كيف يمكن لـ الحامل أن تتجنب زيادة الوزن خلال شهر رمضان ؟
من أهم الطرق التي تمكن المرأة الحامل من تجنب السمنة , معرفة تقسيم وجبات الغذاء إلى ثلاث : إفطار , عشاء و سحور , على أن تتضمن هذه الوجبات جميع المأكولات الغذائية الضرورية لها , ثم المواظبة على شرب السوائل بكميات كبيرة .
و قد يكون الأهم من هذا كله التأكد أسبوعيا من وزنها حسب إرشادات الطبيب .
لا للرياضة العنيفة ::::
هل بإمكان الحامل أن تمارس نشاطا رياضيا في فترة الصيام ؟؟
قد يكون الأمر ممكناً في الفترة الأولى من النهار و لكن في إطار حركات رياضية خفيفة .
لأن أي نشاط رياضي يفترض حرق سعرات حرارية يجب تعويضها عن طريق الأكل و الشرب , و هذا مستحيل خلال فترة النهار أي في فترة الصوم , لذا يستحسن تجنب ممارسة الرياضة خلال الصوم .
الخلاصة :::
ما هي النصيحة التي توجه للمرأة الحامل التي ترغب في الصوم في شهر رمضان ؟؟؟
المرأة التي ترغب في الصوم يجب أن تتحلى بصحة جيدة و تتقيد بوجبتين أساسيتين ( الإفطار و السحور ) أو أقله وجبة الإفطار إذا ما استسلمت لنوم عميق حتى أذان الفجر , كذلك يجب عليها الخلود للراحة فترة طويلة خلال النهار و مراقبة حملها جيدا و عدم التلكؤ عن مراجعة الطبيب لدى تعرضها لأي إنتكاية صحية ناتجة عن الصوم كالإغماء أو تفاوت في مستوى الضغط .
ما هي وجهة نظر الطب في الصوم و الحمل ؟؟؟
ينصح الطب بضرورة إمتناع الحامل عن الصوم إذا اقتضى وضعها الصحي ذلك , أما إن كانت تتمتع بمواصفات صحية جيدة فلا مانع من أن تصوم , فالحمل كما هو معروف طبيا ً ليس مرضاً و إنما حالة ظرفية .